التعصب الرياضي في السعوديةإعلام يغذي النار وجماهير تدفع الثمن
2025-08-12 14:15:01
تتصاعد في السعودية ظاهرة التعصب الرياضي بشكل مقلق، حيث تحولت الملاعب ووسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحات للصراع والانقسام. وفي حين تتعدد أسباب هذه الظاهرة، يبقى الإعلام الرياضي المتهم الرئيسي بتأجيج المشاعر وخلق حالة من الاستقطاب غير المسبوق.

إعلام يبحث عن الإثارة على حساب القيم
أصبحت برامج التحليل الرياضي وأستديوهات النقاش ساحة لتبادل الاتهامات والألفاظ النابية، حيث يتعمد بعض الإعلاميين إثارة الجدل عبر تعليقات عنصرية أو هجومية تمس الأصول ولون البشرة. وبات "الهياط الرياضي" مصطلحاً شائعاً يصف الحوارات التي تتحول إلى مشاجرات علنية، مما يزيد من حدة التوتر بين الجماهير.

تدخل رسمي لوقف الانفلات
دفعت الخطورة المتزايدة للظاهرة الجهات الرسمية إلى اتخاذ إجراءات صارمة، حيث بدأت اللجان المختصة برصد المخالفات في البرامج الرياضية ووسائل الإعلام. وتهدف هذه الخطوة إلى محاصرة التعصب وتجفيف منابعه، خاصة بعدما وصل الأمر إلى التشكيك في نزاهة اللاعبين وحتى معاداة المنتخب الوطني.

مسؤولية مشتركة
يرى خبراء أن مواجهة التعصب مسؤولية تشاركية بين الأندية والإعلام والجماهير. فمن جهة، يجب على الأندية تعزيز قيم التسامح بين مشجعيها، ومن جهة أخرى، على الإعلام الالتزام بالمهنية والابتعاد عن الخطاب التحريضي. كما أن الجماهير مطالبة بتبني ثقافة رياضية تقوم على الاحترام المتبادل.
الحلول المقترحة
لوقف هذه الظاهرة، يقترح خبراء عدة حلول، أبرزها:
- تشكيل جهة رقابية مستقلة للإشراف على المحتوى الرياضي.
- إلزام الإعلاميين بشروط مهنية صارمة للحصول على التراخيص.
- فرض عقوبات رادعة على كل من يروج للتعصب أو العنصرية.
في النهاية، فإن استعادة الروح الرياضية الحقيقية تتطلب جهوداً جماعية لبناء بيئة رياضية صحية، تحترم التنافس الشريف وتضع مصلحة الرياضة الوطنية فوق كل الاعتبارات.